كم هي عظيمة هذه القاعدة: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. خاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة. يكبر الإنسان حقاً عندما يعترف بخطئه، لأن المكابرة والتبرير لا يحوّلان الخطأ إلى صواب، بل يجعلان منه خطيئة.
وأمام الكم الهائل من الفهم الخاطئ والتفسيرات المبنية على المصالح لتبرئة القاتل، والتي لا يمكنها دحض الوقائع، لا بد من توضيح الآتي:
أولاً، إن أداة التنفيذ التي لا شك فيها في اغتيال الشهيد رشيد كرامي هي القوات اللبنانية. وقد أكدت الأدلة والوقائع والوثائق والشهادات أمام أعلى محكمة لبنانية تورطهم في هذه الجريمة. ورغم ذلك، أُتيحت لهم فرصة إعادة المحاكمة، خاصة أن وزارة العدل تولّاها على فترات وزراء من القوات وحلفائها في فترة ما بعد الانسحاب السوري. ومع ذلك، اختاروا قبول العفو عن مدة الحكم، وليس عن الجريمة نفسها، بدلاً من الذهاب نحو إعادة المحاكمة لتبرئة ساحتهم.
فهل ارتضت القوات اللبنانية تنفيذ ما رفض الشهيد ياسر عرفات تنفيذه خدمةً للنظام؟ هذا هو السؤال الذي يستوجب الإجابة عليه من أصحاب حاجز البربارة السيئ الذكر.
وليد معن كرامي
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.