زينب أيقونة طرابلس مدينة العلم والعلماء
بقلم الأستاذة خديجة النّشار
أمّ الخمسة أطفال، تقدير جيد في الثّانوية العامة فرع علوم الحياة، من الأوائل في مادة الكيمياء على مستوى لبنان،
“زينب أحمد علي” التي طالما أسميتُها المرأة الحديديّة تحقق فوزًا ربما عجز عن تحقيقه أكثر الطّلاب رفاهيةً في بلادنا.
انقطعت زينب عن الدّراسة وزُفّت إلى قفصِها الذّهبي بعد أن أتاها فارس أحلامها، عاشت في كنَفِ حبِّه وانجبَت منه أطفالها الخمسة، عشر سنواتٍ من الكفاحِ أمًّا وزوجةً وسيدة مجتمع من طرازٍ أنيق.
والحلمُ ما زال يراودها، يرافقُها في صحوِها ونومِها وكلّما باحت به أجهضَه مجتمعنا، فوضعته بين يدي شريك حياتها ورفيق دربها، فكان حلم محبوبته ولده السّادس، فأمدّها بالرعاية والاهتمام والدّعم والمال.
كانت زينب تركب باصها صباحًا برفقةِ أبنائها، تدخلُ صرحَ حلمها، توصل أولادها إلى صفوفهم وطالما بكى وتغنّج أصغرهم سنًّا فكانت تطبع على خدّه قبلة الأمومة وتعود إلى صفّها وبيدها ورقةً تراجع منها درسًا أو تحفظ قاعدةً، كانت تهتم لجميع الحصص، لم تلهُ ولم تغِب يومًا، أدركت هدفها فصبّت جُلّ تركيزِها نحوه.
قدّمت الامتحان بتوتّرٍ وخوف، كانت تغالب الدّمعة في عينيها فحينًا تغلبها الدمعة وتغلب دمعتها حينًا، كنّا نتعانق قبل دخولها الامتحان فأشعر بطرقات قلبها المتسارعة ورجفة يديها، ولكن كان لها في المقابل إرادة تنقل جبلًا من مكانه.
وها قد جاءتِ البشرى، بشرى مخملية تليق بجمال عينيها وبُعدِ رؤيتها. نجحت زينب بتقدير جيد وفازت بإحدى المراتب الأولى على مستوى لبنان في مادة الكيمياء فأثبتت لنفسها انها تستطيع ولشريك حياتها أنها أهلٌ لإيمانِه بها، ورفعَت اسم ثانويّتها “ثانوية مناهج العالمية” عاليًا في سماء التعليم وأسعدت قلوب معلّميها.
زينب لم تكن يومًا طالبتي بل كانت قدوتي وأفتخر، وقد صدقَت حين قالَت الإرادة تصنع المعجزات.
عندما يحرّكنا الأمل بالله ويرافقنا الحب ويدعمنا العلم لا بدّ ان نصل.
الأستاذة خديجة النّشار
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.