د. سمير زعاطيطي:

تضامنا مع الأهالي والناشطين ضد سد بسري قمت اليوم والأصدقاء رجا نجيم الناشط البيئي حسان حجار ومختار بسابا و كمال كيوان والمناضل عامر مشموشي والعديد من الناشطين البيئيين الذين شاركوا بالمسيرة اليوم ضد إنشاء سد بسري.
قمنا بزيارة الخاصرة الرخوة لسد بسري المتمثلة بالضفة الى يسار مجرى النهر والمتمثلة بحجر رملي غير متماسك بشكل جيد يمكن فرطه باليد يصبح كالعجينة ويزداد حجمه بوجود الصلصال فيه خاصة أيام الشتاء وهو يعود الى حين الأبتيان الأسفل C2a من العصر الطبشوري الأسفل.
هو متماسك طبيعيا بجذور أشجار حرج صنوبر بسري كما رأينا على الأرض.
الحفريات القديمة من قبور واستكشافات حديثة في الستينات فيه وبمسافات تصل الى ٢٠٠ متر أكدت هشاشة هذه الصخور وعدم قدرتها على تحمل أوزان المنشآت الباطونية المعدة على الورق لسد بسري.
في مجرى نهر بسري تتواجد رمول حجر أساس العصر الطبشوري المسماة نيوكوميان C1 وهي مثل رمال الشاطيء كل حبة رمل على حدا غير متماسكة.
روى لنا أحد المعمرين من أهل المنطقة عن أشغال إستكشاف الرسوبيات النهرية من قبل موظفين أجانب قالوا لهم لا تستطيعون بناء سد فوق هكذا صخور رملية هشة.
عجوز آخر يروي لنا كيف غرقت بقرة جيرانه في الرمال المتحركة في مجرى الأولي مقابل حرج بسري وقبل الجسر وحرص على أن يرينا المكان.

كل هذا يؤكد ما سبق وأكدته البعثة الجيولوجية الفرنسية في منشوراتها وخاصة الكتيبات المرافقة لخريطة لبنان وورقة جزين من أن وادي بسري هو نتيجة إنهدامات صخرية عديدة لو جود عدة فراغات داخل الصخور الرملية والكربوناتية تحتها أوجدتها المجاري المائية في رمل النيوكوميان وصخر الجوراسيك تحته.

وهذا أيضا ما تأكدنا منه ببئر بنواتي الذي حفرناه لصالح مجلس الجنوب أيام الإحتلال الإسرائيلي والذي خسف بالكامل بعد الحفر والوصول للمياه الجوفية في فراغات صخر الجوراسيك بعد مرور ٢٤ ساعة قبل تغليفه مما إضطرنا الى حفر بئر آخر.
رئيس بلدية بنواتي أبو قيصر لا زال يذكر الحادثة.
من سنتين بئر جديدة في بسري خسفت بالحفارة وضمن قطر ٢٠ متر من أرض الحفر.
أهالي بسري يخبرون القصص العديدة عن الآبار التي خسفت أثناء حفرها.

بعد كل هذا السرد التاريخي والشواهد عل هشاشة البنية الجيولوجية الصخرية لموقع سد بسري ستأتون بباطونكم وحجارتكم لتضعونها فوق مجرى النهر مما سيؤدي الى خسف منشآت السد.

هذا الصخر لم يتحمل وزن حفارة كيف تريدونه تحمل وزن باطون وزفت وحجارة بالأطنان ؟

هل من عاقل في مجلس الدمار والتخريب يمكنه أن يرد على هذا الواقع الجيولوجي الواضح ويوقف هذا الوضع الجنوني؟