جاري التحميل الآن
×

خلدون الشريف: الغضب الشعبي ما زال بأوله

خلدون الشريف: الغضب الشعبي ما زال بأوله

اعتبر السياسي خلدون الشريف في حديث للمدن أن أي انتفاضة شعبية لا يمكن التعويل على نتائجها إن لم تنته أو تبدأ بالعاصمة بيروت.

ومع ذلك، يرى الشريف ” أن الغضب الشعبي ما زال بأوله، بعد أن أضحت حياة اللبنانيين جحيمًا بفعل اتخاذ اجراءات رفع الدعم، وشح المواد الأساسية من دواء ومحروقات ومواد غذائية وكهرباء، فيما تآكلت الرواتب بالليرة لأكثر من 95% من قيمتها مقارنة مع قيمة الليرة قبل الأزمة.

وما تشهده طرابلس، يرتبط لكونها تعودت أن تثور عفوياً بأي لحظة تفاقمت مع تفاقم وجع أبناء المدينة ومعاناتهم، وفق الشريف.

ومع اتساع رقعة الفقر المدقع، يبدو أن مشهد الانتفاضة، برأي الشريف، أدى إلى بروز مجموعات مصغرة تفرض شروطها لإدارة الفوضى ضمن نطاقها المحلي، “خصوصًا أن جولات العنف تحتاج لحاضنة لها، غير متوفر حاليًا، والسلاح الفردي وحده غير كافٍ، رغم انتشاره بكل لبنان”.

ولأن طرابلس تدخل مرحلة جديدة من المعادلات الميدانية، يتوجس الشريف من تطور الأحداث لاحقًا لدرجة توسيع نطاق الاعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة، من قبل المجموعات الصغيرة التي تتحرك على الأرض.

ويرى أن طرابلس أضحت خاصرة رخوة في المرحلة الراهنة، بسبب عدم قدرة القيادات السياسية على توفير الحد الأدنى من التماسك نتيجة ضعفهم أيضًا، “لتظهر بالمقابل زعامات محلية للأحياء، تستعمل وسائلها للسيطرة على الشارع، كجزء من التعبير عن تحلل الدولة”.

وأمام هذا المشهد، يتمسك المجتمع الدولي بدعم الجيش وتمويله كي يتمكن من أداء مهماته على الأرض، بحسب الشريف، مضيفًا أن “ثمة اجماعاً دولياً على دخول لبنان مرحلة الانهيار الكبير، بموازاة الاجماع على ضرورة تنظيم هذا الانهيار، بمعنى أن يبقى الجيش والقوى الأمنية صامدة أمام الانهيار الذي يطال شتى القطاعات، للإمساك بالأمن من جهة، وما يمكن أن يؤول إليه وضع الاستعصاء السياسي من جهة أخرى”.

وهكذا، “يبدو أن العجز عن إدارة شؤون طرابلس، على المستوى السياسي المحلي، وعلى مستوى الدولة، يشبه العجز السياسي عن تأليف الحكومة بلبنان، ما يتطلب إخراج الملف من الادارة المحلية المناطقية، لإيجاد تسويات على مستوى الوطن كله، في ظل تشابك الأزمات التي تعيشها البلاد”.

Share this content:

إرسال التعليق